مشاهدة الصفحة اليوم

تعز امي هويتي وانتمائي

تعز امي هويتي وانتمائي

جميلة احمد غالب
 عز امي هويتي وانتمائي يامن كنت الام التي ربتني وعلمتني واحتظنتني واعطتني بسخاء لجئت امي اليك عندما طلقها ابي عندما فرض عليها زوجة ثانية وابت ان تعيش هي وضرتها في بيت واحد رغم قدرته انذاك على توفير سكن مستقل فشعرت بالظلم والاذلال وطالبت بالطلاق متنازلة عن كل حقوقها مقابل ان يترك لها ابنيها اللذان كنت انا اصغرهم وكان عمري سنة عادت الى بيت ابيها الذي خرجت منه فرد وهي تحمل طفلين وكان لزاما عليها ان تبذل فوق طاقتها من العمل حتى تتقبل اسرتها ابناء من طلق ابنتهم في مجتمع قبلي يقبل ابنته المطلقه ويرفض ابنائها ضحايا الطلاق لتتمكن الاسرة من تزويجها مرة ثانية للتخلص منها كعبئ ونكاية بطليقها امي التي ابت ان تترك فلذتي كبدها لاب غير جدير بمسؤلية الابوة ونذرت نفسها لتعويضهم عن خسران الاب وتحدت كل الاعراف واقدمت بتحمل مسؤلية مزدوجة اي وكانت الام والاب في نفس الوقت تحملت وعانت وواجهت كل المحبطات التي وضعت في وجهها لترغمها على التراجع عن قرارها.الغير مئلوف وكان اصرارها يقابل بمزيد من الضغوط والكبت واصبحت في مفترق طريقين البقاء فيه غير ممكن التراجع عن القرار انهزام للذات وقذف باطفالها للمجهول والخطو الى الامام مغامرة غير محسوبة وتحدي لاعراف القرية لكنها قبلت التحدي والمغامرة ورفضت الانهزام تمسكت بابيها قشتها الوحيدة الذي احبها وترجم حبه بمساعدتها لاختيار الملجئ الممكن في ظل المستحيلات المطبقة كان هو مرشدها باللجوء الى تعز التي قيل عنها انها الضياع للقروي وطمئنها بأن تعز هي العز المنشود لها والحضن الامن الذي سيئمنه عليها فشدت الرحال حاملة طفليها على ظهرها بقلب شجاع وعقل مفعم.بالطموح الغير محدد للوصول الي هدف محدد هو صناعة مستقبل امن لابنائها وصلت تعز وانا طفلة في كنف ارملة امية لاتجيد اي مهنة ترزقنا منها ولاتملك مال كل ثروتها ابنائها وثقتها بتعز العزيزة التى تامل بأن تمنحها عزا من عزها اناوصلت تعز طفلة لايتعدى عمرها 5 اعوام لم ادرك لماذا جئت اليها ابصرتها بعيون صغيرة رأت ملم ترى من قبل فانبهرت خفق فرحا بما اراه ويحسبه عقلي الصغير اكتشاف انني في واقع تعدى حدود الخيال من يوم وطئت قدمي الحافية تربة تعز تفاعلت كيمياء التراب والجسد لتخلق مركب الذات التعزية التي ذاب فيها الانتماء الاسري والمناطقي وكانت بداية التحول من الافق الضيق الى المجال الواسع الذي سخرته تعز وفتحت ذراعيها بحميمية غير محدودة تأقلمت بسرعة مذهلة معها غرست في ذاتي بذور ثقافتها واروتها ونمتها وهيئت كل الظروف المناسبة لكي اقوم بعملياتي الحيوية وحولت فطرتي الى بذرة زرعتها في قلبها وكانت هي الحاظنة التى انبتت واروت ورعت نموي وزودته بكل المقومات التي تبغي الوصول بي الى نموذج مجسم لصورة تعز الحقيقية ولاتميز بخصائصها الذاتية التي لايخطئها من عرف عن تعز اوعاش فيها تعز انا كنت من من ارادت ان تصنع مني صورة طبق الاصل ولم تقصر في غرس العقيدة في نفسي انني تعز والتعزية وان تلك هويتي التي افخر واعتز واقدم نفسي في اي محطة من محطات قطار حياتي اليوم فكرت انني لست الاولى ولم اكن الاخيرة بل انني واحدة من ملايين انتجتهم تعز وهناك الكثير الذين استغلوا تعز واستغلوا عطائها الغير مشروط اومخصص وكونها فتحت ذراعها لتحتظن كل قادم اليها وقدمت له اقصى ماتملك ولم تفرق بينهم بل انها منحتهم كافة الحقوق ولم تطلب من احد لاجزاء ولاشكورا واعتبرت نجاح كل منتمي اليها اينماوجد هونجاح لها تمنت عليهم استخدام مميزاتها التى اكسبتهم بما يحفظ بقائها العنوان الابرز للمدنية والثقافة واحترام القانون كمبادئ يؤمنون بها ويترجمونها الى سلوك اليوم ابنائها الذين منحتهم حق القوامة عليها هم من يشوهون حقيقتها ويعطونها صورة قبيحة من خلال سلوكهم القبيح وكيل محافظها التعزي يتقطع ويقتل ولسان حاله يقول انا القانون لاني تعزي والوكيل الاخر يقول ابنه ربتني لاكبر واقوى لاغرس نصلي في جسم الجندي الذي يؤدي الواجب نحوها لانني انا الحق ومن يمنعني اعاقبه كيفما يروق لي لاني ابن المسؤول ولا مسائلة على رعونتي القاضي الذي ربته على رؤية الحق ومكنته من كل ادوات اتباعه وثقفته على الايمان بأن طريق الحق هو طريقه يتعمد اتباع الباطل المدرس الذي علمته سلوك الانبياء وكرست ثقافة تبجيله يقصر في انتهاج السلوك ويخون المانة ويسهل للغش ليسترزق وغيرهم كثر من الذين رفعتهم تعز يسقطونها وعزتهم وذلوها وجملتهم وشوهوها من انفطر قلبها عليهم وتحجرت قلوبهم عليها قوتهم واضعفوها كانت قلمهم فجففوها كانت صحيفتهم المفتوحة فطووها كانت لهم مفتاح السعادة وهم اصبحو البؤس لها كانت دنياهم واصبحوا اخرتها كانت بدايتهم المشرقة واصبحوا نهايتها المخزية الجذر الثابت وهم الاعجاز الخاوية هي حياتهم وهم موتها هي اليوم تحتضر وهم يتعجلون انتزاع روحها تعز كم انا حزينة لانني عاجزة عن حمايتك من ابنائك اعدائك الذين لم تحذريهم ولم تخونيهم ولم تحرميهم اردت ان تتزيني بهم فقط ولم يحققوا ارادتك بل شوهوك علمتهم كل القيم وسلكوا الانحراف نسو عطائك وكفروا بك احببتهم وكرهوك غفرت لهم وعاقبوك اعطيتهم قبلة الحياه فوجهوا لك رصاص الموت انت ياتعز لن تموتي رغم كل علامات الاحتضار لانك وجدت لتبقي معين دائم لاينبض وسيذهبون بقبحهم انت الحقيقة الثابتة وهم الفروع اليابسة التي ستسقط في قلب النار التي اشعلوها لتحرقهم وتحولهم رمادا ستذره الرياح بعيداعنك انا غير قادرة على حمايتك لكنني سأدعوا لك ليلا ونهار بأن يخلصك الله من كل ابن احببته فعاداك وان يعوضك خير منهم يقدرون نعمة الانتماء اليك ويرعونها ويبتعدون عن معصيتك ويعتبرون من ابنائك الذين اكثروا في عصيانك وازالهم ربي تعز مغلوبة ومكسورة الجناح انت تعلم انهم اسائوا اليها وهي الصابرة مصيبتها ابنائها فبشرها وبشرنا بالخلاص منهم