للبردوني
بشرى من الغيب ألقت في فـم الغـاروحيا وأفضت إلـى الدنيـا بأسـرار
|
بشرى النبوة طافت كالشـذا سحـراوأعلنت فـي الربـا ميـلاد أنـوار
|
وشقت الصمـت والأنسـام تحملهـاتحـت السكينـة مـن دار إلـى دار
|
وهدهـدت مكـة الوسنـى أناملهـاوهـزت الفجـر إيذانـا بإسـفـار
|
فاقبل الفجر من خلف التـلال وفـيعينيـه أسـرار عشـاق وسـمـار
|
كأن فيض النـدى فـي كـل رابيـةموج وفي كل سفـح جـدول جـار
|
تدافع الفجر في الدنيـا يـزف إلـىتاريخهـا فجـر أجيـال وأدهــار
|
واستقبل الفتـح طفـلا فـي تبسمـهآيـات بشـرى وإيمـاءات إنــذار
|
وشب طفل الهدى المنشـود متـزرابالحـق متشحـا بالنـور والـنـار
|
في كفـه شعلـة تهـدي وفـي فمـهبشرى وفي عينيـه إصـرار أقـدار
|
وفـي ملامحـه و عـد وفـي دمـهبطولـة تتـحـدى كــل جـبـار
|
وفاض بالنـور فاغتـم الطغـاة بـهواللص يخشى سطوع الكوكب الساري
|
والوعي كالنور يخزى الظالمين كمـايخزي لصوص الدجى إشراق أقمـار
|
نادى الرسول نداء الحـق فاحتشـدتكتائب الجـود تنضـي كـل بتـار
|
كأنـهـا خلـفـه نــار مجنـحـةتجـري وقدامـه أفـواج إعصـار
|
فضج بالحق والدنيـا بمـا رحبـتتهـوي عليـه بأشـداق وأظـفـار
|
وسـار والـدرب أحقـاد مسلـخـةكأن في كل شبر ضيغمـا ضـاري
|
وهب في دربـه المرسـوم مندفعـاكالدهـر يقـذف أخطـارا بأخظـار
|
فأدبر الظلم يلقـى هـا هنـا أجـلاوهـا هنـا يتلقـى كـف حـفـار
|
والظلم مهما احتمت بالبطش عصبتـهفلن تطـق وقفـة فـي وجـه تيـار
|
رأى اليتيـم أبـو الأيتـام غايـتـهقصوى فشـق إليهـا كـل مضمـار
|
وامتدت الملة السمحـا يـرف علـىجبينهـا تـاج إعـظـام وإكـبـار
|
مضى إلى الفتح لا بغيـا ولا طمعـالكـن حنـانـا وتطهـيـرا لأوزار
|
فأنزل الجور قبـرا وابتنـى زمنـاعـدلا تـدبـره أفـكـار أحــرار
|
يا قاتل الظلم صالـت هاهنـا وهنـافظايع أيـن منهـا زنـدك الـواري
|
أرض الجنوب دياري وهي مهد أبـيتئـن مـا بيـن سفـاح وسمـسـار
|
يشدهـا قيـد سـجـان وينهشـهـاسوط ويحدو خطاها صـوت خمـار
|
تعطي القيـاد وزيـرا وهـو متجـربجوعها فهو فيهـا البايـع الشـاري
|
فكيف لانـت لجـلاد الحمـى عـدنوكيف ساس حماهـا غـدر فجـار
|
وقـادهـا زعـمـاء لا يبـررهـمفعـل وأقوالهـم أقــوال أبــرار
|
أشباه نـاس وخيـرات البـلاد لهـمووزنهـم لا يسـاوي ربـع دينـار
|
ولا يصونون عنـد الغـدر أنفسهـمفهل يصونون عهد الصحب والجـار
|
تـرى شخوصهـم رسميـة وتـرىأطماعهم في الحمـى أطمـاع تجـار
|
أكاد أسخـر منهـم ثـم تضحكنـيدعواهـم أنهـم أصحـاب أفـكـار
|
يبنـون بالظلـم دورا كـي نمجدهـمومجدهم رجـس أخشـاب وأشجـار
|
لا تخبـر الشعـب عنهـم إن أعينـهترى فظائعهـم مـن خلـف أستـار
|
الآكلـون جـراح الشعـب تخبرنـاثيابـهـم أنـهـم آلات أشـــرار
|
ثيابهـم رشـوة تنبـي مظاهـرهـابأنهـا دمــع أكـبـاد وأبـصـار
|
يشـرون بالـذل ألقابـا تستـرهـملكنهـم يستـرون العـار بالـعـار
|
تحسهم فـي يـد المستعمريـن كمـاتحـس مسبحـة فـي كـف سحـار
|
ويـل وويـل لأعـداء الـبـلاد إذاضج السكون وهبت غضبـة الثـار
|
فليغنم الجـور إقبـال الزمـان لـهفــإن إقبـالـه إنــذار إدبــار
|
والنـاس شـر وأخيـار وشـرهـممنـافـق يتـزيـا زي أخـيــار
|
وأضيع الناس شعب بـات يحرسـهلـص تستـره أثــواب أحـبـار
|
فـي ثغـره لغـة الحانـي بأمـتـهوفـي يديـه لهـا سكيـن جــزار
|
حقـد الشعـوب براكيـن مسمـمـةوقودهـا كـل خــوان وغــدار
|
من كـل محتقـر للشعـب صورتـهرسـم الخيانـات أو تمثـال أقـذار
|
وجثـة شـوش التعطيـر جيفتـهـاكأنهـا ميتـة فـي ثـوب عـطـار
|
بين الجنـوب وبيـن العابثيـن بـهيـوم يحـن إليـه يـوم" ذي قـار"
|
ياخاتم الرسل هـذا يومـك انبعثـتذكراه كالفجر فـي أحضـان أنهـار
|
يا صاحب المبدأ الأعلى ، وهل حملترسالـة الحـق إلا روح مخـتـار؟
|
أعلى المبادئ ما صاغـت لحاملهـامن الهدى والضحايا نصـب تذكـار
|
فكيـف نذكـر أشخاصـا مبادئهـممبادئ الذئب في إقدامه الضـاري ؟!
|
يبـدون للشعـب أحيانـا وبينـهـموالشعب ما بين طبـع الهـر والفـار
|
ما أغنيك يـا" طـه " وفـي نغمـيدمع وفي خاطـري أحقـاد ثـوار ؟
|
تململت كبريـاء الجـرح فانتزفـتحقدي على الجور من أغوار أغواري
|
يا" أحمد النور" عقوا إن ثأرت ففـيصدري جحيم تشظت بين أشعـاري
|
" طه " إذا ثار إنشـادي فـإن أبـي" حسان " أخباره في الشعر أخبـاري
|
أنا ابن أنصارك الغر الألـى قذفـواجيش الطغاة بجيـش منـك جـرار
|
تظافرت في الفدى حوليـك أنفسهـمكأنهـم قــلاع خـلـف أســوار
|
نحن اليمانيِن يا" طـه " تطيـر بنـاإلى روابـي العـلا أرواح أنصـار
|
إذا تذكـرتَ " عمـارا " وسيـرتـهفافخـر بنـا إننـا أحفـاد " عمـار"
|
"طه " إليك صـلاة الشعـر ترفعهـاروحـي وتعزفهـا أوتـار قيـثـار
|
همسات راقت لي ونقلتها لكم ♣
|